اغتيال ثورة 17-30 تموز المجيدة

اغتيال ثورة 17-30 تموز المجيدة

  • اغتيال ثورة 17-30 تموز المجيدة

اخرى قبل 9 شهر

اغتيال ثورة 17-30 تموز المجيدة
د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)
بعد ان تجمعت كل قوى الشر والعدوان بقيادة امريكا واستخدمت احدث الاسلحة الفتاكة لتدمير البنية التحتية للعراق قبل عشرون عاما يبرز السؤال الذي يشغل ذهن المواطن العربي :لماذا تم استهداف العراق والقائد صدام حسين شخصيا ؟وهل كانت مبررات العدوان الهمجي لأسباب اقتصادية ام سياسية ؟ وهل كان عراق البعث يشكل خطرا داهما على الكيان الصهيوني المسخ ؟ام ان العدوان قد كان من الممكن تفاديه ؟ انها حقا اسئلة تستدعي الاجابة عليها من خلال المنطق العلمي والعقلاني المركب وليس من خلال العقل السطحي المبسط .
ان الماكينة الاعلامية الامريكية فد روجت ان مبررات احتلال العراق انما تمثلت في اشاعة الديمقراطية التي حرم منها الشعب العراقي لسنوات طوال وتم تصوير العراق بأنه راعي الارهاب على الصعيد العالمي لأنه متحالف مع القاعدة كما ان خطورته على المجتمع الدولي تتمثل بامتلاكه اسلحة الدمار الشامل ....الخ من المبررات الواهية التي كشفت الايام زيفها . لذا اتجه العقل العربي المبسط والسطحي والمشبوه للترويج كثيرا ان العراق كان من الممكن ان يتفادى القطب الامريكي الجبار بأسلحته الفتاكة الحديثه لو سلك استراتجيه سياسية اخرى تهادن الكيان الصهيوني وتراعي مصالح الولايات المتحدة الامريكية اي بمعنى انه كان عليه ان يناور تكتيكيا وبالتالي لن يبقى هناك مبررا للعدوان عليه. فالأصوات الصاعقة الناعقة ذات الجذور القطرية المقيتة باتت تردد : ان العراق ليس دولة مواجهة وبالتالي لماذا يرفع شعار تحرير فلسطين ويكون فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين انفسهم ولو لم يتق شر الكيان الصهيوني لما تم تدمير العراق !!!
اما العقل العقلاني المركب فيقول: :
ان هناك جملة اسباب مترابطة اوغرت صدور الاعداء لتدمير ثورة تموز الخالدة حين افصحت عن هويتها نظريا وعمليا منذ بداية السبعينات وحتى عام 2003 ومنها :
1-اسباب تاريخية : لا شك في أن هناك خصوصية بارزة للعلاقة بين فلسطين والعراق، وهذه العلاقة لم تكن وليدة هذا القرن، بل نسجها التاريخ بخيوطه عبر مراحله الممتدة منذ 697 ق.م، ونبين أدناه الأطوار التاريخية لهذه العلاقة:
1- السبي البابلي الأول حيث حطم سنحاريب ملك آشور (عام 697 ق.م) هيكل اليهود وأسقط المملكة الشمالية من مملكة يهوذا وشرد اليهود وأخذهم سبايا إلى آشور.
2- السبي البابلي الثاني حيث حاصر الملك نبوخذ نصر مدينة أورشليم في عام 586 قبل الميلاد ودمر هيكلها وسبى عدداً كبيراً من اليهود، ومع هذا السبي انتهى أي وضع سياسي جغرافي لليهود في المنطقة.
تمت عودة اليهود إلى أرض فلسطين مرة أخرى بعد سقوط الامبراطورية البابلية الثانية على يد (قورش الأكبر) حاكم فارس في ذلك ألوقت والذي سمح لليهود بالعودة إلى أرض فلسطين مرة أخرى وهذه بدايات تعاون الفرس مع أليهود ويعد بعض المؤرخين هذا بأنه وعد بلفور الأول وهو الأمر الذي استمد منه بلفور وعده لليهود.
وهذا يبين الحقد الصهيوني-الفارسي التاريخي على العراق .
2- اسباب دينية سياسية : وهذا الجانب كشف عنه محمد حسنين هيكل حين استعرض مذكرات بوش الابن الذي كان سكيرا عربيدا يقلق عائلته وقررت والدته ان تأخذه الى الكنيسة عسى ان يهتدي . وبعد ان حضر مع والدته الى الكنيسة صادف ان القس المكلف بإلقاء العظة في ذلك اليوم هو زعيم الصهيونية المسيحية في امريكا الذي اقنعه بالانضمام الى هذا المذهب .لذا حين اصبح بوش الصغير رئيسا للولايات المتحدة الامريكية سار على نهج من سبقوه ممن اعتنقوا هذا المذهب (ريغان وكارتر )وصدرت عنه عدة تصريحات دينية تبرر احتلال العراق ومنها قوله :ان الرب قد بلغني ان احتل العراق حتى يعود المسيح المنتظر .
3- تأميم النفط : ان اعواد المشنقة قد نصبت للشهيد الرمز صدام حسين منذ ان تم تأميم النفط .
ان تأميم الثروات المنهوبة (نفط او مواد خام او غيرها) انما كان الخط الأحمر الذي لا تسمح به القوى الاستعمارية لبعض قيادات العالم الثالث ان حاولت ذلك .وعلى سبيل المثال تجربة محمد مصدق رئيس وزراء ايران حيث تسببت قراراته في تأميم شركات النفط في أزاحته في انقلاب عليه يوم 19 أغسطس 1953 . وهناك تجربة سيلفادور الليندي حينما احتل منصب رئيس جمهورية تشيلي منذ 1970 وحتى 1973 ثم قتل في الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكمه والذي خططت له ونفذته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بقيادة الجنرال أوجستينو بينوشيه الذي ارتكب المجازر الفظيعة بحق الاحرار في تشيلي ..وما حدث في هاتين التجربتين تكرر مرات أخرى في مصر في عهد عبد الناصر حيث مارست القوى الإمبريالية عدوانا عسكريًا ثلاثيا (بريطاني فرنسي صهيوني ) عليها بعد تأميم قناة السويس في عام 1956 ثم بعدها بعقود قليلة في أمريكا اللاتينية حيث تورطت الولايات المتحدة في تدبير عدة انقلابات عسكرية في دول عديدة ومنها في حالة نيكاراغوا حينما مولت ميليشيات الكونترا لإسقاط نظامها اليساري القائم آنذاك. والحالة المنظورة الراهنة نراها في فنزويلا والعقوبات الخانقة عليها لإسقاط الحكم اليساري فيها .انه ليس من المبالغة القول ان عملية القضاء على النظام الوطني في العراق وتدميره قد كانت الشغل الشاغل للقوى الإمبريالية ومعهم الكيان الصهيوني لذلك حينما قرر العراق تأميم النفط استشار الإتحاد السوفيتي آنذاك حيث حذره من مغبة وخطورة اتخاذ مثل هذا القرار ونصحه بان لا يتجاوز التأميم 45% من الشركات .ولكن العراق اقدم على تأميم 65% من الشركات وترك 35% منها في 1 حزيران 1972خوفا من ان يحاصر ويخسر معركة التاميم كخطوة تكتيكية.وعندما نجح القرار عاد وأمم الشركات المتبقية في عام 73 و75. أي ان معركة التأميم الخالدة قد استمرت لمدة 5 سنوات حافلة بالمفاوضات الشاقة والتكتيك والمناورات .وبعد ان كانت خزينة العراق خاوية واضطر الاستدانة من الامارات العربية المتحدة عدة ملايين من الدولارات قبل التأميم اصبح الدخل السنوي للعراق 80 مليار دولار سنويا كانت قبل ذلك تثري خزائن الغرب الاستعماري .ان هذه الثروة المالية قد كانت الوقود المحرك للتنمية الانفجارية على كافة الصعد الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية في العراق كما كرس جزءا منها لمساعدة حركات التحرر في العالم. وبذلك شكل التأميم الرافعة التاريخية للنهوض بالعراق من قائمة دول العالم الثالث المتخلف والمرهون بالديون من قبل صندوق النقد والبنك الدولي .وهنا لابد من التذكير ان كل دول العالم الثالث في اسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية انما يزداد تخلفها باضطراد وتفتقد الى السيادة والكرامة الوطنية بفعل ديون الصندوق النقد الدولي وبالتالي تعجز عن سد ديونها وتدفع فوائد الفوائد التي تتراكم عبر الزمن ولذلك تبقى عاجزة عن التنمية .لذلك جعل التأميم من العراق بلدا حرا وسيد نفسه في كل القرارات السياسية التي يتخذها وغير مرهون لإملاءات صندوق النقد الدولي.
4-قضايا التحرر :
1- فلسطين :ان العراق قد خاض كل المعارك التي اتجهت لتحرير فلسطين في الاعوام 48 و67 و73 واحتضن العراق الحاج امين الحسيني والقائد عبد القادر الحسيني بكل امكانياته وللمناضلين العراقيين بصمات واضحة في الثورة الفلسطينية المعاصرة .ولما انطلقت ثورة تموز قدم العراق المال والسلاح (من باب الواجب القومي )لثوار فلسطين وتوجها باطلاق 39 صاروخا على الكيان الصهيوني المسخ .
2-دعمه العراق بلاحدود كل حركات التحرر العربية (الاحواز -ارتيريا ..الخ) ووقف الى جانب السودان ضد قوات كارنغ الانفصالية ووقف الى جانب موريتانيا حين تعرضت الى الاعتداء من فبل السنغال ..الخ
ان الفائض المالي الذي وفره تأميم النفط قد مكن العراق من تقديم الدعم بلا حدود لكل حركات التحرر .
5-قضية وحدة الامة : ان النهج الوحدوي لسياسة العراق قد اقلقت الكيان الصهيوني الذي زرع اصلا لتفتيت الأمة وقض مضاجع الولايات المتحدة الامريكية وإذنابها في المنطقة .فالعراق قدم السبائك الذهبية من مخزونه الاستراتيجي في البنك المركزي العراقي لدعم وحدة اليمن رغم الحصار الخانق الذي كان يعيشه .وسعى سعيا حثيثا لتحقيق أي صيغة وحدوية تلم شمل العرب الممزق .
بناء على كل ما سبق كان الكيان الصهيوني يراهن على اسقاط ثورة تموز بداية من خلال التحالف مع التمرد الكردي بقيادة البرزاني ودعم الشاه ولكن هذه الورقة قد سقطت من خلال بيان 11 آذار التاريخي .ثم توالت عمليات التخطيط لاغتيال الشهيد صدام حسين التي نشر بعضها الشهيد برزان التكريتي في كتاب: محاولات اغتيال صدام حسين (متوفر في الانترنت ) ووردت فيما بعد قي مذكرات قادة الموساد التي نشرت حوالي خمسة عشرة عملية باءت بالفشل .كما تواصلت العمليات الامريكية المحمومة لإسقاط ثورة تموز من خلال الانقلابات العسكرية والتي فشلت ايضا وجاء خميني لينفذ المهمة الموكلة اليه ولكنه رد على اعقابه وتجرع كأس السم .
وعندما فشلت كل المحاولات الانف ذكرها وفشل معها الحصار الظالم الذي امتد لثلاثة عشرة عاما جعل الصهيونية العالمية ومن معها ان تستخدم الورقة الخيرة للانقضاض على ثورة تموز والتي كلفت امريكا تريليون دولار وآلاف من القتلى والمعوقين .
خلاصة القول ان الحقد الصهيوني التاريخي والصهيونية الانجيلية العالمية والحقد التاريخي الفارسي وتواطؤ العملاء العرب قد جمعهم كلهم مصلحة واحدة لتدمير العراق عن بكرة ابيه . ولذلك وخلال الخمسة وثلاثون عاما من تجربة البعث الثورية لم تتوقف المؤامرات عليها يوما واحدا .اغتيال ثورة 17-30 تموز المجيدة@د.سالم سرية :اكاديمي وكاتب (فلسطين)@بعد ان تجمعت كل قوى الشر والعدوان بقيادة امريكا واستخدمت احدث الاسلحة الفتاكة لتدمير البنية التحتية للعراق قبل عشرون عاما يبرز السؤال الذي يشغل ذهن المواطن العربي :لماذا تم استهداف العراق والقائد صدام حسين شخصيا ؟وهل كانت مبررات العدوان الهمجي لأسباب اقتصادية ام سياسية ؟ وهل كان عراق البعث يشكل خطرا داهما على الكيان الصهيوني المسخ ؟ام ان العدوان قد كان من الممكن تفاديه ؟ انها حقا اسئلة تستدعي الاجابة عليها من خلال المنطق العلمي والعقلاني المركب وليس من خلال العقل السطحي المبسط .@ان الماكينة الاعلامية الامريكية فد روجت ان مبررات احتلال العراق انما تمثلت في اشاعة الديمقراطية التي حرم منها الشعب العراقي لسنوات طوال وتم تصوير العراق بأنه راعي الارهاب على الصعيد العالمي لأنه متحالف مع القاعدة كما ان خطورته على المجتمع الدولي تتمثل بامتلاكه اسلحة الدمار الشامل ....الخ من المبررات الواهية التي كشفت الايام زيفها . لذا اتجه العقل العربي المبسط والسطحي والمشبوه للترويج كثيرا ان العراق كان من الممكن ان يتفادى القطب الامريكي الجبار بأسلحته الفتاكة الحديثه لو سلك استراتجيه سياسية اخرى تهادن الكيان الصهيوني وتراعي مصالح الولايات المتحدة الامريكية اي بمعنى انه كان عليه ان يناور تكتيكيا وبالتالي لن يبقى هناك مبررا للعدوان عليه. فالأصوات الصاعقة الناعقة ذات الجذور القطرية المقيتة باتت تردد : ان العراق ليس دولة مواجهة وبالتالي لماذا يرفع شعار تحرير فلسطين ويكون فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين انفسهم ولو لم يتق شر الكيان الصهيوني لما تم تدمير العراق !!!@اما العقل العقلاني المركب فيقول: :@ان هناك جملة اسباب مترابطة اوغرت صدور الاعداء لتدمير ثورة تموز الخالدة حين افصحت عن هويتها نظريا وعمليا منذ بداية السبعينات وحتى عام 2003 ومنها :@1-اسباب تاريخية : لا شك في أن هناك خصوصية بارزة للعلاقة بين فلسطين والعراق، وهذه العلاقة لم تكن وليدة هذا القرن، بل نسجها التاريخ بخيوطه عبر مراحله الممتدة منذ 697 ق.م، ونبين أدناه الأطوار التاريخية لهذه العلاقة:@1- السبي البابلي الأول حيث حطم سنحاريب ملك آشور (عام 697 ق.م) هيكل اليهود وأسقط المملكة الشمالية من مملكة يهوذا وشرد اليهود وأخذهم سبايا إلى آشور.@2- السبي البابلي الثاني حيث حاصر الملك نبوخذ نصر مدينة أورشليم في عام 586 قبل الميلاد ودمر هيكلها وسبى عدداً كبيراً من اليهود، ومع هذا السبي انتهى أي وضع سياسي جغرافي لليهود في المنطقة.@تمت عودة اليهود إلى أرض فلسطين مرة أخرى بعد سقوط الامبراطورية البابلية الثانية على يد (قورش الأكبر) حاكم فارس في ذلك ألوقت والذي سمح لليهود بالعودة إلى أرض فلسطين مرة أخرى وهذه بدايات تعاون الفرس مع أليهود ويعد بعض المؤرخين هذا بأنه وعد بلفور الأول وهو الأمر الذي استمد منه بلفور وعده لليهود.@وهذا يبين الحقد الصهيوني-الفارسي التاريخي على العراق .@2- اسباب دينية سياسية : وهذا الجانب كشف عنه محمد حسنين هيكل حين استعرض مذكرات بوش الابن الذي كان سكيرا عربيدا يقلق عائلته وقررت والدته ان تأخذه الى الكنيسة عسى ان يهتدي . وبعد ان حضر مع والدته الى الكنيسة صادف ان القس المكلف بإلقاء العظة في ذلك اليوم هو زعيم الصهيونية المسيحية في امريكا الذي اقنعه بالانضمام الى هذا المذهب .لذا حين اصبح بوش الصغير رئيسا للولايات المتحدة الامريكية سار على نهج من سبقوه ممن اعتنقوا هذا المذهب (ريغان وكارتر )وصدرت عنه عدة تصريحات دينية تبرر احتلال العراق ومنها قوله :ان الرب قد بلغني ان احتل العراق حتى يعود المسيح المنتظر .@3- تأميم النفط : ان اعواد المشنقة قد نصبت للشهيد الرمز صدام حسين منذ ان تم تأميم النفط .@ان تأميم الثروات المنهوبة (نفط او مواد خام او غيرها) انما كان الخط الأحمر الذي لا تسمح به القوى الاستعمارية لبعض قيادات العالم الثالث ان حاولت ذلك .وعلى سبيل المثال تجربة محمد مصدق رئيس وزراء ايران حيث تسببت قراراته في تأميم شركات النفط في أزاحته في انقلاب عليه يوم 19 أغسطس 1953 . وهناك تجربة سيلفادور الليندي حينما احتل منصب رئيس جمهورية تشيلي منذ 1970 وحتى 1973 ثم قتل في الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكمه والذي خططت له ونفذته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بقيادة الجنرال أوجستينو بينوشيه الذي ارتكب المجازر الفظيعة بحق الاحرار في تشيلي ..وما حدث في هاتين التجربتين تكرر مرات أخرى في مصر في عهد عبد الناصر حيث مارست القوى الإمبريالية عدوانا عسكريًا ثلاثيا (بريطاني فرنسي صهيوني ) عليها بعد تأميم قناة السويس في عام 1956 ثم بعدها بعقود قليلة في أمريكا اللاتينية حيث تورطت الولايات المتحدة في تدبير عدة انقلابات عسكرية في دول عديدة ومنها في حالة نيكاراغوا حينما مولت ميليشيات الكونترا لإسقاط نظامها اليساري القائم آنذاك. والحالة المنظورة الراهنة نراها في فنزويلا والعقوبات الخانقة عليها لإسقاط الحكم اليساري فيها .انه ليس من المبالغة القول ان عملية القضاء على النظام الوطني في العراق وتدميره قد كانت الشغل الشاغل للقوى الإمبريالية ومعهم الكيان الصهيوني لذلك حينما قرر العراق تأميم النفط استشار الإتحاد السوفيتي آنذاك حيث حذره من مغبة وخطورة اتخاذ مثل هذا القرار ونصحه بان لا يتجاوز التأميم 45% من الشركات .ولكن العراق اقدم على تأميم 65% من الشركات وترك 35% منها في 1 حزيران 1972خوفا من ان يحاصر ويخسر معركة التاميم كخطوة تكتيكية.وعندما نجح القرار عاد وأمم الشركات المتبقية في عام 73 و75. أي ان معركة التأميم الخالدة قد استمرت لمدة 5 سنوات حافلة بالمفاوضات الشاقة والتكتيك والمناورات .وبعد ان كانت خزينة العراق خاوية واضطر الاستدانة من الامارات العربية المتحدة عدة ملايين من الدولارات قبل التأميم اصبح الدخل السنوي للعراق 80 مليار دولار سنويا كانت قبل ذلك تثري خزائن الغرب الاستعماري .ان هذه الثروة المالية قد كانت الوقود المحرك للتنمية الانفجارية على كافة الصعد الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية في العراق كما كرس جزءا منها لمساعدة حركات التحرر في العالم. وبذلك شكل التأميم الرافعة التاريخية للنهوض بالعراق من قائمة دول العالم الثالث المتخلف والمرهون بالديون من قبل صندوق النقد والبنك الدولي .وهنا لابد من التذكير ان كل دول العالم الثالث في اسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية انما يزداد تخلفها باضطراد وتفتقد الى السيادة والكرامة الوطنية بفعل ديون الصندوق النقد الدولي وبالتالي تعجز عن سد ديونها وتدفع فوائد الفوائد التي تتراكم عبر الزمن ولذلك تبقى عاجزة عن التنمية .لذلك جعل التأميم من العراق بلدا حرا وسيد نفسه في كل القرارات السياسية التي يتخذها وغير مرهون لإملاءات صندوق النقد الدولي.@4-قضايا التحرر :@1- فلسطين :ان العراق قد خاض كل المعارك التي اتجهت لتحرير فلسطين في الاعوام 48 و67 و73 واحتضن العراق الحاج امين الحسيني والقائد عبد القادر الحسيني بكل امكانياته وللمناضلين العراقيين بصمات واضحة في الثورة الفلسطينية المعاصرة .ولما انطلقت ثورة تموز قدم العراق المال والسلاح (من باب الواجب القومي )لثوار فلسطين وتوجها باطلاق 39 صاروخا على الكيان الصهيوني المسخ .@2-دعمه العراق بلاحدود كل حركات التحرر العربية (الاحواز -ارتيريا ..الخ) ووقف الى جانب السودان ضد قوات كارنغ الانفصالية ووقف الى جانب موريتانيا حين تعرضت الى الاعتداء من فبل السنغال ..الخ@ان الفائض المالي الذي وفره تأميم النفط قد مكن العراق من تقديم الدعم بلا حدود لكل حركات التحرر .@5-قضية وحدة الامة : ان النهج الوحدوي لسياسة العراق قد اقلقت الكيان الصهيوني الذي زرع اصلا لتفتيت الأمة وقض مضاجع الولايات المتحدة الامريكية وإذنابها في المنطقة .فالعراق قدم السبائك الذهبية من مخزونه الاستراتيجي في البنك المركزي العراقي لدعم وحدة اليمن رغم الحصار الخانق الذي كان يعيشه .وسعى سعيا حثيثا لتحقيق أي صيغة وحدوية تلم شمل العرب الممزق .@بناء على كل ما سبق كان الكيان الصهيوني يراهن على اسقاط ثورة تموز بداية من خلال التحالف مع التمرد الكردي بقيادة البرزاني ودعم الشاه ولكن هذه الورقة قد سقطت من خلال بيان 11 آذار التاريخي .ثم توالت عمليات التخطيط لاغتيال الشهيد صدام حسين التي نشر بعضها الشهيد برزان التكريتي في كتاب: محاولات اغتيال صدام حسين (متوفر في الانترنت ) ووردت فيما بعد قي مذكرات قادة الموساد التي نشرت حوالي خمسة عشرة عملية باءت بالفشل .كما تواصلت العمليات الامريكية المحمومة لإسقاط ثورة تموز من خلال الانقلابات العسكرية والتي فشلت ايضا وجاء خميني لينفذ المهمة الموكلة اليه ولكنه رد على اعقابه وتجرع كأس السم .@وعندما فشلت كل المحاولات الانف ذكرها وفشل معها الحصار الظالم الذي امتد لثلاثة عشرة عاما جعل الصهيونية العالمية ومن معها ان تستخدم الورقة الخيرة للانقضاض على ثورة تموز والتي كلفت امريكا تريليون دولار وآلاف من القتلى والمعوقين .@خلاصة القول ان الحقد الصهيوني التاريخي والصهيونية الانجيلية العالمية والحقد التاريخي الفارسي وتواطؤ العملاء العرب قد جمعهم كلهم مصلحة واحدة لتدمير العراق عن بكرة ابيه . ولذلك وخلال الخمسة وثلاثون عاما من تجربة البعث الثورية لم تتوقف المؤامرات عليها يوما واحدا .

التعليقات على خبر: اغتيال ثورة 17-30 تموز المجيدة

حمل التطبيق الأن